حبوب الطلع – اللقاح Pollen

حبوب الطلع – اللقاح Pollen

عادة تشاهد على شكل غبار دقيق جداً، تتألف من جسيمات كروية مجهرية غير محددة الشكل، ناتجة عن المئبر في الأزهار، وهي أعضاء التذكير الملقحة، ولا يملك الإنسان إمكانية جنيها، ولكن عاملات النحل تجمع بسهولة ذلك المسحوق الناعم وتكتله على شكل كرات صغيرة حول أرجلها الخلفية قبل أن تأخذها إلى الخلية، حيث تشكل المادة الأولية في الغذاء الملكي وتكلف حوالي 25 بالمائة من العاملات بعمل وحيد، هو جمع حبوب القاح وحوالي  7 بالمائة لجمع حبوب اللقاح والرحيق و 58 بالمائة من أجل جمع الرحيق فقط.

عرفت منذ القدم أهمية حبوب اللقاح بالنسبة للنحل ولكن استخدامها حديث جداً في تغذية الإنسان، فيجب أن تجفف وتحفظ بحذر شديد لأن جميع عناصرها سريعة التلف بطريقة غريزية جدًا يجمع النحل حبوب اللقاح الصحية المغذية فقط ويهمل الضعيفة. وعندما يحضر النحل اللقاح إلى الخلية فإن بعضًا منه يتساقط من أرجله على قاع الخلية، وهذا اللقاح المتساقط يُعدُّ مصدرًا مدهشًا لفيتامينات القوة الجنسية والأملاح المعدنية والأحماض الأمينية. ومكونات أخرى تعجل شفاء كثير من الأمراض المزمنة وتؤخر من ظهور علامات الشيخوخة.

ويختلف شكل حبوب اللقاح وكذلك لونها حسب مصادرها النباتية.

تحتوي حبوب اللقاح على نسبة مئوية مختلفة من الماء كما تحتوى أحماض أمينية (من بين الأحماض الأمينية الواحد والعشرين الضرورية للجسم، يشتمل اللقاح على عشرين منها. وهي مركزة فيه 5 أو 7  مرات أكثر من اللحم أو البيض أو الأجبان) وهذه الأحماض الأمينية عضوية لا يمكن تركيها صناعياً كما تحتوي الحبوب على كميات بسيطة من الدهون والأملاح المعدنية وسكريات ومجموعة الفيتامينات B والفيتامين C و D و E ومولد الفيتامين A وأنزيمات ومضادات حيوية.

لذا تعد غذاء كاملاً غنياً وهى منشطة وتجدد التوازن الوظيفي ومزيلة للتسمم. وينصح بها في معالجة بعض الأمراض بالترافق مع العسل.

حبوب اللقاح مادة رئيسية في غذاء النحل إذ بدونه لا يمكنه أن يعمل كل وظائفه. وحبوب اللقاح في الواقع مصدر البروتين الوحيد المتاح للنحل والضروري جداً لحياته.

يمكن الحصول على الكاروتين من حبوب اللقاح بما يوازي عشرين مرة أكثر مما يحتويه الجزر الأحمر الذي يعتبرونه المصدر الرئيسي لصناعة واستخراج هذا الفيتامين. وكمثال على ذلك يعطي هكتار من الزنبق الأبيض 20 مليجرام كاروتين بينما 30 كيلو حبوب لقاح تحتوي هي الأخرى على 100 جرام کاروتين.

 

الخواص العلاجية لحبوب اللقاح

لابد من الإقرار أنه بالرغم من ثبوت صحة الخصائص العلاجية لحبوب اللقاح فإنه لم يدخل حتى اليوم في وصفات الأطباء المجازين. لكن الطب الشعبي على عكس الطب الأكاديمي قد اندفع وبشدة في استعمالات متنوعة لفوائد حبوب اللقاح لمعالجة أمراض مختلفة.

مثلًا أجرى البروفيسور ريمي شوفان في مركز تربية النحل في بور سيرايفيت عدة تجارب على مجموعات من الفئران غذاها بقليل من حبوب اللقاح فإذا بوزنها يزداد ونموها يتسارع، وفي تجاربه على الانسان وجد أن حبوب اللقاح تنظم المعدة فإن كانت متماسكة تلين وإن كانت لينة تمسك، وبسبب ما تحويه من ليكوبين فحبوب اللقاح تمنع تكاثر الكولسترول السيئ  LDL  كما تشفي التهاب القولون وتزيد عدد كريات الدم الحمراء في الدم وتعطي مزيداً من القوة والنشاط إلى جانب تحسين المزاج.

كما تبين أنها تحوي مضادات حيوية ضد السالمونيلا مثلاً أقوى وأفعل من أي مضاد حيوي آخر. ولها مفعول ثابت على القصبة التنفسية كالنزلات الصدرية والتهاب الجيوب الأنفية ونزلات البرد. (ومريض حساسية الصدر والربو) يجب أن يتعامل مع حبوب اللقاح بحذر لأنه قد يهيج الحساسية وقد يعالجها كنوع من العلاج المثلي الهيموباثي.

وأكدت الأبحاث التي جرت مؤخرًا أن حبوب اللقاح تؤخر الشيخوخة وتجدد الشباب وتعالج بفعالية مشاكل سن اليأس عند المرأة.

وقد أكد ألين كاياس أنه عالج بنجاح بواسطة 15 جرام من حبوب اللقاح يومياً – الموثة وسرطان البروستاتا وينصح كل الذين تجاوزوا سن الخامسة والأربعين بتناول ملعقة كبيرة من حبوب اللقاح يوميًا.

أما البروفيسور أوسماماجيك فقال بأن أخذ ملعقة من حبوب اللقاح يومياً مع جرام من الغذاء الملكي يعيد القدرة الجنسية إلى سابق قوتها عند أكثر من نصف المصابين بالعنة كما تتحسن إنتاجيتهم من الحيوانات المنوية.

أما في الأمراض الجلدية فقد أدخل العلماء الفرنسيون المداواة بحبوب اللقاح في معظم العلاجات التجميلية للبشرة حيث أثبتت فعاليتها في تجديد الخلايا ومعالجة القروح والبثور.

كما أدخلها الأطباء السويسريون في معالجة تصلب الشرايين بمعدل واحد إلى واحد مع العسل، وثبت أيضاً أن حبوب اللقاح تعالج فقر الدم بما أنها تحوي كثيراً من الأحماض المفيدة وفيتامين B12 التي لا يستطيع الجسم أن ينتجها.

كما أثبتت الأبحاث أن حبوب اللقاح لها تأثير على الأورام السرطانية. فالنحل عندما يجمع حبوب اللقاح يُشكلها على هيئة حبيبات مضافًا إليها بعض العسل وأنزيمات، وهذه الأنزيمات لها تأثير على منع انقسام حبوب اللقاح (التكاثر) وهذا ينسحب على تأثيرها على منع تكاثر الخلايا السرطانية.

عن د. إبراهيم العريفي

دكتوراه في علوم الأغذيه والتغذيه - خبير العلاج بالعسل ومنتجات النحل والطب البديل. مشرف على ميزان الصحه للتغذيه العلاجيه و مختبر جودة العسل في الرياض - المملكة العربية السعودية

شاهد أيضاً

غذاء ملكات النحل Royal Jelly

غذاء ملكات النحل Royal Jelly الغذاء الملكي عبارة عن مادة بيضاء اللون تشبه اللبن، تقوم …

اترك رد

error: يمنع نسخ المحتوى .. يمكنك مشاركة الرابط فقط
%d مدونون معجبون بهذه: